السبت, 21 يناير 2023 01:01 مساءً 0 274 0
النفط يستعيد مستوى 80 دولار أمريكي للبرميل بعد بداية ضعيفة في العام الجديد ...
 النفط يستعيد مستوى 80 دولار أمريكي للبرميل بعد بداية ضعيفة في العام الجديد ...

تقرير كامكو إنفست حول أداء أسواق النفط العالمية – 2022- العام الذي انقضى                                         يناير 2023

 

شهدت أسعار النفط مكاسب ثابتة في الأسبوع الثاني تلاه أسبوع ثالث متقلب بعد بداية صعبة للعام الجديد 2023 الذي شهد انخفاض الأسعار خلال الأسبوع الأول مرة أخرى إلى ما دون مستوى 80 دولار أمريكي للبرميل، الأمر الذي أدى إلى تسجيل العقود المستقبلية لمزيج خام برنت لأعلى معدل تراجع أسبوعي في أربعة أسابيع. وكان هذا التراجع مدفوعاً بالمخاوف المتزايدة من حدوث تباطؤ اقتصادي. إلا ان الأسعار بدأت في تسجيل بعض المكاسب خلال الأسبوع الثاني بعد ظهور عدد من المؤشرات الدالة على تباطؤ معدلات التضخم في الولايات المتحدة على المدى القريب، بالإضافة إلى ارتفاع الطلب من الصين. كما يتوقع تسجيل هبوط ناعم في الوقت الذي تحاول فيه الاقتصادات تفادي الدخول في ركود اقتصادي خلال العام.

ا

 

المصدر: بلومبرج، إدارة معلومات الطاقة الأمريكية

 

ونتج عن رفع الصين المفاجئ لمعظم إجراءات "صفر كوفيد" ارتفاع حالات الإصابات الجديدة، إلا ان المخاوف تراجعت بعد أن اتخذت الحكومة تدابير مضادة. كما جاء الدعم الأكبر للطلب من اصدار الحكومة الصينية لحصص استيراد جديدة، إذ سمحت الدولة بزيادة واردات 44 مصفاة تكرير غير مملوكة للدولة إلى 111.82 مليون طن، وفقاً لتقرير صادر عن وكالة بلومبرج. وبلغت حصص الواردات الإجمالية هذا العام 132 مليون طن من النفط مقابل 109 مليون طن في الفترة المماثلة من العام الماضي. ومن المقرر أيضاً أن تتحسن حركة التنقلات في الصين، وهو الأمر الذي يتوقع أن يساهم في تعزيز الطلب على النفط اعتباراً من الربع الثاني من العام 2023 فصاعداً.

وجاءت مكاسب الأسعار الأسبوع الماضي على الرغم من تقرير مخزونات النفط الأخير الذي كشف عن توافر زيادة هائلة في مخزونات الولايات المتحدة. حيث أظهر تقرير المخزونات الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية قفزة حادة في المخزونات الأسبوع الماضي بمقدار 19 مليون برميل، فيما يعد ثالث أكبر زيادة في السجلات الأسبوعية وفقاً لوكالة بلومبرج، إذ وصلت إلى 439.6 مليون برميل. وكان هذا أيضاً هو الأسبوع الثالث على التوالي الذي شهد زيادة المخزونات والرابع خلال الأسابيع الخمسة الماضية. وعكست الزيادة ارتفاع إنتاج النفط في الولايات المتحدة بالإضافة إلى تزايد الواردات. وعكست مرونة أسعار النفط حقيقة أن ارتفاع مستويات المخزونات قد تم تسعيرها بالفعل بعد أن تسبب الطقس البارد في تعطيل عمليات التكرير على ساحل الخليج الأمريكي.

وعلى صعيد العرض، ارتفع إنتاج النفط الأمريكي للأسبوع الثاني على التوالي بمقدار 100 ألف برميل يومياً ليصل إلى 12.2 مليون برميل يومياً خلال الأسبوع المنتهي في 6 يناير 2023. من جهة أخرى، انخفض عدد منصات الحفر للأسبوع الثاني على التوالي وللمرة الرابعة خلال الخمسة أسابيع الماضية. وكشف تقرير صادر عن وكالة بلومبرج أن شركات التنقيب والانتاج المتداولة بدأت زيادة منصات الحفر في رقعة النفط الصخري بينما اخذت الشركات الخاصة خطوة إلى الوراء. وعاد إنتاج الأوبك مجدداً للارتفاع إلى مستوى 29 مليون برميل يومياً الشهر الماضي بعد تزايد الإنتاج بصفة رئيسية في نيجيريا.

في ذات الوقت، بعد فرض حد اقصى لسعر النفط الروسي قدره 60 دولار أمريكي للبرميل، تستعد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلفاؤهما ضمن مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى الآن لفرض عقوبات جديدة على المنتجات المكررة من روسيا. ومن المتوقع أن تدخل هذه العقوبات حيز التنفيذ في 5 فبراير 2023، كما يتوقع أن يكون لها تأثير أكبر على الاقتصاد الروسي مقابل التأثير الضعيف لفرض حد أقصى لأسعار النفط الخام.

سوق النفط في العام 2022

سوق النفط يشهد أكثر الأعوام تقلباً منذ العام 2009 ...

شهد العام 2022 أحداثاً غير مسبوقة على مستوى العالم هزت الأسواق المالية على كافة الاصعدة. وجاء ذلك الاداء بعد عام شهد انتعاش كافة فئات الأصول تقريباً بعد جائحة كوفيد-19 مع تسجيل كافة الأسواق العالمية الرئيسية لأداء إيجابي في العام 2021. وبدأ العام 2022 بأحد أبرز الاحداث تسبباً في التقلبات وهو اشتعال الحرب بين روسيا وأوكرانيا والتي ما زالت مستمرة حتى كتابة هذا التقرير. وساهمت الحرب في بداية الأمر في تعزيز أسعار النفط حتى الأسبوع الثاني من يونيو 2022 مع وصول أسعار العقود الفورية لمزيج خام برنت إلى مستوى الذروة عند 133.2 دولار أمريكي للبرميل في مارس 2022 على خلفية مخاوف نقص الامدادات في سوق اتسم بالارتفاع القسري للطلب على النفط. إلا انه مع ارتفاع معدلات التضخم إلى مستويات لم نشهدها منذ عدة عقود من الزمن على خلفية ارتفاع أسعار الطاقة وسلة السلع على نطاق واسع، بدأت البنوك المركزية في كافة أنحاء العالم في رفع أسعار الفائدة بعد أن كانت مترددة في المراحل الأولية نتيجة لمخاوف من تأثير رفع معدلات الفائدة على النمو الاقتصادي. وسرعان ما أدى ذلك إلى كبح جماح النمو الاقتصادي الواعد لهذا العام وكذلك الطلب على النفط. كما استجابت مجموعة الأوبك وحلفائها للتغيرات التي شهدتها ظروف السوق عن طريق رفع مستويات الإنتاج مبدئياً، ثم تبعت ذلك بخفضها بنهاية العام. كما انه في ظل استمرار التداعيات الناجمة عن جائحة كوفيد-19 في الصين التي طبقت تدابير إغلاق صارمة، تلاشت آمال ارتفاع الطلب من أحد أكبر مستهلكي النفط على مستوى العالم خلال النصف الثاني من العام لكنها شهدت انتعاشاً جزئياً وهشاً قرابة نهاية العام. وكان للعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلفاؤهما على روسيا تأثيراً ضئيلاً على صادرات النفط الروسي في بداية الأمر، حيث اشترت دول مثل الهند والصين النفط الروسي بخصومات هائلة في إطار تصديها للعقوبات. إلا انه في ظل العقوبات الجديدة على المنتجات المكررة من روسيا، من المتوقع أن يكون التأثير الاقتصادي على روسيا شديداً بالإضافة إلى تعطيل سوق المنتجات المكررة العالمية.

أسعار النفط مع نهاية العام (دولار أمريكي للبرميل)

2018

2019

2020

2021

2022

أوبك

51.55

67.96

50.24

77.97

81.29

التغير (%)

-20.0%

31.8%

-26.1%

55.2%

4.3%

برنت

50.57

67.77

51.22

77.24

82.82

التغير (%)

-24.2%

34.0%

-24.4%

50.8%

7.2%

 

 

 

 

 

 

متوسط سعر النفط السنوي (دولار أمريكي للبرميل)

2018

2019

2020

2021

2022

أوبك

69.78

64.04

41.47

69.89

100.05

التغير (%)

33.1%

-8.2%

-35.2%

68.5%

43.1%

برنت

71.34

64.30

41.96

70.86

100.93

التغير (%)

31.8%

-9.9%

-34.7%

68.9%

42.4%

 

المصدر: بلومبرج، إدارة معلومات الطاقة، بحوث كامكو إنفست

وشهدت أسعار النفط تقلبات مستمرة خلال العام 2022 وتم تداول العقود الفورية لمزيج خام برنت ضمن نطاق أوسع بكثير من 76.0 دولار أمريكي للبرميل و133.2 دولار أمريكي للبرميل. وبلغ سعر النفط ذروته ببداية مارس 2022 في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية التي كان من المتوقع أن تؤثر على إمدادات النفط في سوق واعد يتميز بارتفاع الطلب. أما على صعيد حركة الاسعار التي تخطت أكثر من نسبة 1 في المائة، فان معدل التقلب كان الأعلى منذ العام 2009 وثالث أعلى معدل منذ العام 2001 والذي بلغ 177 يوماً في عام 2022. كما ظلت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط متقلبة وتم تداولها في نطاق واسع تراوح ما بين 71.0 دولار أمريكي للبرميل و123.7 دولار أمريكي للبرميل خلال العام.

ووصل متوسط سعر العقود الفورية لمزيج خام برنت إلى أعلى المستويات المسجلة في تسع سنوات خلال العام 2022 عند 100.93 دولار أمريكي للبرميل مقابل 70.86 دولار أمريكي للبرميل في العام 2021. وبلغ معدل نمو متوسط أسعار مزيج خام برنت 42.4 في المائة، فيما يعد من أعلى المعدلات المسجلة بعد مكاسب العام السابق التي بلغت 68.9 في المائة. وكان نمو متوسط سعر سلة خام الأوبك متسقاً إلى حد كبير مع حركة سعر مزيج خام برنت، بنمو بلغت نسبته 43.1 في المائة خلال العام 2022 بمتوسط سعر 100.05 دولار أمريكي للبرميل، والذي يعتبر أيضاً أعلى سعر يتم تسجيله منذ العام 2013.

 

انتاج الأوبك

ظلت الأوبك وحلفاؤها نشطة في تعديل سياسات الإنتاج بشكل ديناميكي كل شهر بالاعتماد على معطيات سوق النفط. وخلال العام، قامت الأوبك وحلفاؤها بزيادة الإنتاج بصفة مبدئية عن طريق زيادة حصص الإنتاج مع بقاء الأسعار فوق حاجز 100 دولار أمريكي للبرميل لتصل إلى مستوى الذروة عند 29.7 مليون برميل يومياً في سبتمبر 2022، مضيفة أكثر من 1.8 مليون برميل يومياً مقارنة بمستويات ديسمبر2021. إلا انه مع بدء تراجع أسعار النفط، أعلنت الأوبك وحلفاؤها عن تخفيضات أعلى من المتوقع اعتباراً من نوفمبر 2022 على الرغم من ضغوط الولايات المتحدة والدول الأخرى المستهلكة للنفط التي كانت تتطلع إلى كبح جماح التضخم الذي ارتفع إلى اعلى مستوياته. وكان استخدام بعض الاستراتيجيات مثل سحب الولايات المتحدة من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي وغيرها من التدابير التي طبقها مستوردين آخرين له تأثيرات محدودة ومؤقتة على أسعار النفط. كما أدت اضطرابات الإنتاج وانقطاعه من قبل بعض المنتجين الرئيسيين لتتخطى مستويات الامتثال أكثر من 100 في المائة طوال فترة اتفاقية الأوبك وحلفائها بأكملها تقريباً. وكشفت أحدث البيانات الصادرة عن رفينيتيف عن وصول معدل امتثال الأوبك لحصص الإنتاج إلى أكثر من 160 في المائة بدعم رئيسي من تراجع إنتاج منتجي النفط في افريقيا.

وارتفع متوسط إنتاج النفط من أوبك للعام الثاني على التوالي في العام 2022 ليصل إلى 28.9 مليون برميل يومياً، وفقاً لمصادر الأوبك الثانوية. وكان النمو على أساس سنوي أحد اعلى المستويات المسجلة، إذ وصل إلى 2.5 مليون برميل يومياً مقابل مستويات إنتاج العام 2021. وكان هذا أيضاً أعلى متوسط يصل إليه معدل الإنتاج منذ العام 2019.

وسجلت السعودية أكبر زيادة لمعدل إنتاج النفط خلال العام بمتوسط بلغ 10.5 مليون برميل يومياً مقابل 9.1 مليون برميل يومياً العام السابق، بنمو بلغت نسبته 15.5 في المائة أو ما يعادل 1.4 مليون برميل يومياً. واحتل العراق المرتبة الثانية بزيادة معدل الإنتاج بنحو 0.4 مليون برميل يومياً ليصل في المتوسط إلى 4.45 مليون برميل يومياً، تبعه كلا من الإمارات والكويت بمعدل نمو 0.34 مليون برميل يومياً و0.3 مليون برميل يومياً، ليصل في المتوسط إلى 3.1 مليون برميل يومياً و 2.7 مليون برميل يومياً، على التوالي. من جهة أخرى، سجلت نيجيريا أعلى معدل خفض للإنتاج خلال العام، إذ وصل متوسط الإنتاج إلى 1.2 مليون برميل يومياً في العام 2022 مقابل 1.4 مليون برميل يومياً في العام 2021. وقد أبرز هذا التراجع استمرار عمليات تعطيل المنشآت النفطية في نيجيريا.

 

 

الإنتاج (الف برميل يوميا)

2018

2019

2020

2021

2022

متوسط النمو لخمس سنوات

 

 

الجزائر

1,042

1,022

904

913

1,017

-0.6%

 

 

التغير (%)

-0.5%

-1.9%

-11.5%

1.0%

11.4%

 

 

 

أنغولا

1,505

1,398

1,245

1,117

1,142

-6.9%

 

 

التغير (%)

-7.9%

-7.1%

-10.9%

-10.3%

2.2%

 

 

 

جمهورية الكونغو

317

324

289

265

263

0.9%

 

 

التغير (%)

25.8%

2.2%

-10.8%

-8.3%

-0.8%

 

 

 

غينيا الاستوائي

125

118

115

97

84

-8.8%

 

 

التغير (%)

-6.0%

-5.6%

-2.5%

-15.7%

-13.4%

 

 

 

الغابون

187

215

191

182

197

-0.3%

 

 

التغير (%)

-6.5%

15.0%

-11.2%

-4.7%

8.2%

 

 

 

ايران

3,553

2,356

1,991

2,392

2,554

-7.7%

 

 

التغير (%)

-6.8%

-33.7%

-15.5%

20.1%

6.8%

 

 

 

العراق

4,550

4,678

4,076

4,049

4,448

0.0%

 

 

التغير (%)

2.3%

2.8%

-12.9%

-0.7%

9.9%

 

 

 

الكويت

2,745

2,687

2,439

2,419

2,705

0.0%

 

 

التغير (%)

1.4%

-2.1%

-9.2%

-0.8%

11.8%

 

 

 

ليبيا

951

1,097

367

1,143

991

4.1%

 

 

التغير (%)

17.3%

15.4%

-66.5%

211.4%

-13.3%

 

 

 

نيجيريا

1,718

1,786

1,578

1,372

1,203

-6.2%

 

 

التغير (%)

3.6%

4.0%

-11.6%

-13.1%

-12.3%

 

 

 

السعودية

10,311

9,794

9,204

9,114

10,531

1.1%

 

 

التغير (%)

3.6%

-5.0%

-6.0%

-1.0%

15.5%

 

 

 

الامارات

2,986

3,094

2,804

2,727

3,065

1.0%

 

 

التغير (%)

2.4%

3.6%

-9.4%

-2.7%

12.4%

 

 

 

فنزويلا

1,354

796

512

553

685

-18.6%

 

 

التغير (%)

-29.1%

-41.2%

-35.7%

8.0%

23.9%

 

 

 

أوبك

31,344

29,365

25,715

26,343

28,885

-1.7%

 

 

التغير (%)

-0.4%

-6.3%

-12.4%

2.4%

9.6%

 

 

 

الولايات المتحدة الأمريكية

10,953

12,315

11,318

11,254

11,860

4.9%

 

 

التغير (%)

17.0%

12.4%

-8.1%

-0.6%

5.4%

 

 

المصدر: أوبك، بلومبيرج، إدارة معلومات الطاقة وبحوث كامكو إنفست

       
                         
 

 

وتشير توقعات العام 2023 إلى زيادة إنتاج الأوبك، إلا انها ستكون مدفوعة بصفة رئيسية بالاتجاه السائد لأسعار النفط. أما من حيث حصتها السوقية، زادت الأوبك حصتها في سوق النفط العالمية هامشياً إلى نسبة 28.5 في المائة في ديسمبر 2022 مقابل حصة 28.3 في المائة بنهاية العام 2021. إلا انه في ظل النمو المحدود لإنتاج النفط الأمريكي، بالإضافة إلى توقعات قيام شركات النفط الكبرى في الولايات المتحدة بتقليص الإنفاق الرأسمالي، فمن المتوقع أن تكون زيادة إنتاج النفط في الولايات المتحدة محدودة مقارنة بالنمو الملحوظ خلال سنوات ما قبل الجائحة. من جهة أخرى، فإن فائض الطاقة الإنتاجية للأوبك وكذلك خططها لإضافة منصات نفطية جديدة قد يدعم زيادة الإنتاج وزيادة حصتها السوقية هذا العام.

 

إنتاج النفط الأمريكي

سجل إنتاج النفط في الولايات المتحدة نمواً هامشياً إلى حد كبير في العام 2022 بعد أن وصل إلى مستويات قياسية خلال العام 2020. وبلغ متوسط الإنتاج خلال العام 11.9 مليون برميل يومياً، وفقاً لبيانات الإنتاج الأسبوعية الصادرة عن وزارة الطاقة الأمريكية. هذا مقارنة بمتوسط إنتاج بلغ 11.3 مليون برميل يومياً العام الماضي. ويعكس النمو المحدود بصفة رئيسية الى تقييد إنتاج النفط الصخري والذي كان بسبب نقص العمالة وارتفاع تكاليفها. ونتيجة لذلك، كشف تقريراً حديثاً لشركة ريستاد إنرجي الاستشارية أن متوسط تكلفة حفر بئر النفط الصخري قد ارتفعت إلى 9 مليون دولار أمريكي في الوقت الحالي مقابل 7.3 مليون دولار أمريكي في العام 2019. كما كشف تقرير صادر عن فايننشال تايمز أن رقعة النفط الصخري تعاني من تزايد عمليات الحفر على مدى سنوات طويلة مما أدى إلى تقليص المساحة المتاحة، خاصة بالنسبة للمنتجين الأصغر حجماً المتوافر امامهم مواقع محدودة للحفر. كما سلط تقرير شركة ريستاد انرجي عن مصدر آخر من مصادر القلق والذي يتعلق بأداء الآبار، إذ أبرزت الشركة أن متوسط كمية النفط المنتج من كل بئر جديدة انخفض مقارنة بالعام 2021. في حين تشير التوقعات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الامريكية للعام 2023 نمو الإنتاج بمقدار 0.55 مليون برميل يومياً ليصل متوسط الإنتاج إلى 12.41 مليون برميل يومياً، بنمو قدره 0.4 مليون برميل يومياً في العام 2024 ليصل إلى 12.81 مليون برميل يومياً.

اتجاهات أسعار النفط

ظلت أسعار النفط متقلبة في بداية العام 2023 وانخفضت إلى ما دون مستوى 80 دولار أمريكي للبرميل بعد التراجعات الحادة المتتالية التي شهدتها على مدار اليومين الأولين من بداية العام، مما أدى إلى تسجيل تراجع أسبوعي بنسبة 8.5 في المائة خلال الأسبوع الأول من العام. ويعزى هذا التراجع إلى مخاوف حدوث تباطؤ اقتصادي بعد عدة تحذيرات من إمكانية الدخول في ركود خلال العام 2023 بسبب تباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين. ووصلت أحدث قراءة لمؤشر مديري المشتريات في الصين إلى 47.0 نقطة في ديسمبر 2022، فيما يعد أدنى المستويات المسجلة منذ فبراير 2020. كما تراجع مؤشر مديري المشتريات في الولايات المتحدة دون حاجز النمو البالغ 50 نقطة على مدار شهرين متتاليين، وصولاً إلى 48.4 نقطة في ديسمبر 2022 مقابل 49.0 في نوفمبر 2022. إلا انه خلال الأسبوع الثاني من العام تزايدت الآمال في ارتفاع الطلب من الصين بدعم من رفع حصص الاستيراد التي أعلنت عنها الحكومة. كما ساهم فتح الدولة لحدود السفر في تعزيز معنويات سوق النفط. كما ساهمت بعض المؤشرات الدالة على أن التضخم قد بلغ ذروته في دعم الأسواق في كافة أنحاء العالم، بما في ذلك سوق النفط، مما أدى إلى ارتفاع أسعار العقود المستقبلية لمزيج خام برنت فوق 80 دولار أمريكي للبرميل وصولا إلى 85.0 دولار أمريكي للبرميل في 18 يناير 2023. وجاء أحدث قراءة لمعدل التضخم على أساس سنوي في الولايات المتحدة عند مستوى 6.5 في المائة في ديسمبر 2022، أدنى قراءة مسجلة منذ أكتوبر 2021. وارتفع معدل التضخم الأساسي، الذي يستثنى أسعار المواد الغذائية والطاقة، بنسبة 5.7 في المائة خلال الشهر. ويتوقع الاقتصاديون الآن تباطؤ وتيرة رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، مع توقع رفعها بمقدار 25 نقطة أساس الشهر المقبل. ومن المتوقع الآن أن يصل معدل الذروة للفائدة إلى 5 في المائة بمنتصف العام وأن يظل ثابتاً خلال الفترة المتبقية من العام.

من جهة أخرى، قامت وكالة معلومات الطاقة الأمريكية، في أحدث تقاريرها، بخفض توقعاتها لسعر مزيج خام برنت بشكل كبير لعامي 2023 و2024. إذ خفضت الوكالة في تقرير توقعات الطاقة في الأجل القصير توقعاتها لسعر مزيج خام برنت إلى 83.1 دولار أمريكي للبرميل للعام 2023 مقابل توقعاتها السابقة البالغة 92.3 دولار أمريكي للبرميل. وتأتي تلك التوقعات بالمقارنة بمتوسط السعر للعام 2022 البالغ 100.94 دولار أمريكي للبرميل، أي بتراجع بلغت نسبته 18 في المائة في العام 2023. كما تم خفض التوقعات للعام 2024 أيضاً إلى 77.57 دولار أمريكي للبرميل، مسجلاً بذلك انخفاضاً بنسبة 6.6 في المائة على أساس سنوي. أما من حيث الاتجاهات الشهرية، بلغ متوسط سعر مزيج خام برنت 80.4 دولار أمريكي للبرميل في ديسمبر 2022 بعد أن تراجع بنسبة 11.8 في المائة على أساس شهري، فيما يعد أكبر انخفاض منذ أبريل 2020. وشهد سعر سلة خام الأوبك تراجعاً مماثلاً بنسبة 11.2 في المائة ليصل في المتوسط إلى 79.7 دولار أمريكي للبرميل.

 

الطلب العالمي على النفط

أبقت الأوبك على تقديراتها للطلب العالمي على النفط للعام 2022 دون تغيير في تقريرها الشهري الأخير. وتتوقع الان نمو الطلب بمقدار 2.5 مليون برميل يومياً العام الماضي ليصل في المتوسط إلى 99.55 مليون برميل يومياً. إلا انه تم خفض بيانات الطلب على النفط للربع الثالث من العام 2022 وفقاً لأحدث تقديرات الأوبك بسبب انخفاض الطلب في الصين نتيجة لانخفاض التحركات وأنشطة التصنيع على خلفية فرض تدابير احتواء فيروس كوفيد-19. كما أدى التباطؤ الهامشي للطلب في الدول التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى خفض التوقعات، وهو الأمر الذي قابله تزايد توقعات الطلب من الدول غير الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية باستثناء الصين، وذلك على خلفية تحسن آفاق النمو الاقتصادي بوتيرة أفضل.

الطلب العالمي على النفط -2022/2023 – (مليون برميل يوميا)

 

المصدر: أوبك

 

 

وبالنسبة للعام 2023، تم الإبقاء على توقعات نمو الطلب العالمي على النفط دون تغيير عند مستوى 2.2 مليون برميل يومياً لتصل في المتوسط إلى 101.77 مليون برميل يومياً. إلا انه تم رفع توقعات الطلب الخاصة بالصين على خلفية إعادة فتح اقتصادها بعد رفع التدابير الصارمة التي قامت بفرضها لاحتواء فيروس كوفيد-19، وهو الأمر الذي قابله خفض توقعات مناطق أخرى مما يعكس التحديات الاقتصادية التي قد تؤثر على الطلب على النفط.

وبدا الطلب على النفط في الصين واعداً في ظل إصدار البيانات الاقتصادية الأخيرة بالإضافة إلى ارتفاع حصص الاستيراد التي أعلنت عنها الحكومة ببداية العام. ووصل معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي في الصين إلى 3.0 في المائة للعام 2022، أي أعلى من تقديرات الإجماع. وأظهرت مؤشرات أخرى مثل الناتج الصناعي ومبيعات التجزئة والاستثمار في الأصول الثابتة ومعدلات البطالة في المناطق الحضرية بيانات أفضل من المتوقع. من جهة أخرى، واصل الطلب على النفط في الهند قوته مع وصول استهلاك المنتجات النفطية إلى أعلى مستوياتها المسجلة في تسعة أشهر خلال شهر ديسمبر 2022 عند مستوى 19.6 مليون طن، وفقاً للبيانات الأولية التي نشرتها وزارة النفط. إذ ارتفع استهلاك البنزين والديزل بنسبة 6.5 في المائة و5.9 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر 2022، على التوالي. كما تمت تلبية الجزء الأكبر من متطلبات استيراد النفط من خلال ارتفاع الواردات من روسيا. ووفقاً لوكالة بلومبرج، استوردت الهند 1.2 مليون برميل يومياً من النفط الروسي في ديسمبر 2022، أي أكثر من 33 ضعف مستويات العام السابق.

إمدادات النفط

شهد إنتاج العالم من السوائل زيادة شهرية قدرها 0.3 مليون برميل يوميا خلال ديسمبر 2022 بمتوسط 101.7 مليون برميل يوميا. وعكست الزيادة ارتفاع إنتاج كل من الأوبك والمنتجين من خارجها. فقد أضاف منتجو أوبك 0.1 مليون برميل يوميا خلال الشهر بدعم من ارتفاع الإنتاج بشكل رئيسي في نيجيريا وأنغولا مما أدى إلى حصة سوقية بلغت نسبة 28.5 في المائة. كما زاد المنتجون من خارج أوبك إنتاجهم بمقدار 0.2 مليون برميل يوميا ليبلغ 72.8 مليون برميل يوميا خلال الشهر نتيجة زيادة إنتاج دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في أوروبا وأمريكا اللاتينية واوراسيا، والذي قابله جزئيًا انخفاضات في الولايات المتحدة وروسيا.

أبقت الأوبك على تقديرات نمو إمدادات السوائل النفطية من خارج الأوبك للعام 2022 دون تغيير إلى حد كبير في تقريرها الشهري الأخير بنمو يقدر بنحو 1.9 مليون برميل يومياً ليصل المتوسط إلى 65.6 مليون برميل يومياً. إلا انه تم إجراء تغييرات على الإمدادات على مستوى كل دولة على حدة، حيث تم رفع توقعات الإمدادات من روسيا والدول الأمريكية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مقابل خفض توقعات الإمدادات من الدول الأوربية ودول آسيا والمحيط الهادئ التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. 

 

 

 

 

 

 

 

 

الإنتاج النفطي للدول غير الأعضاء في أوبك – 2022/2023 -  (مليون برميل يومياً)

 

المصدر: أوبك

 

وبالنسبة للعام 2023، تم الإبقاء على توقعات نمو الامدادات دون تغيير عند مستوى 1.5 مليون برميل يومياً، ليصل المتوسط  إلى 67.2 مليون برميل يومياً. وتم إجراء تعديلات هامشية على توقعات الامدادات الخاصة بكندا والتي قابلها بالكامل تقريبا خفض التوقعات الخاصة بالأرجنتين.

الإنتاج الشهري للأوبك

بعد شهرين متتاليين من التراجع، تزايد إنتاج الأوبك في ديسمبر 2022. وكشفت بيانات وكالة بلومبرج عن نمو الإنتاج بمقدار 150 ألف برميل يومياً خلال الشهر، ليصل المتوسط إلى 29.1 مليون برميل يومياً. وكان النمو مدفوعاً بصفة رئيسية بزيادة الإنتاج في نيجيريا بينما كان تغيير متوسط انتاج بقية منتجي ال

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

Hassan Aboarfat
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق