السبت, 07 ديسمبر 2019 01:50 مساءً 0 767 0
قصة أغنية
 قصة أغنية

ذات مرة سئل عن قصة كتابته لقصيدة «اغدا القاك» التي غنتها ام كلثوم، فامتنع عن الاجابة، مفضلا ترك القصيدة هكذا ،دون ان تربط بقصة معينة ،حتى تكون معبرة عمن يمرون بذات المشاعر والظروف، لا خاصة بالهادي ادم.
للهادي آدم دواوين شعرية عديدة، لكنه كان يشتكى من اعتبار «اغدا القاك» كالشجرة التي حجبت الغابة. رحل الرجل في 2006م، متمتعا بشهرة قصيدة غنتها ام كلثوم، وكانت الوسمة التي ترافقه حيثما حضر . في ظني ان الشاعر يكفيه قصيدة ترددها الالسن عن الف قصيدة مطوية في الكتب. وبالطبع لا يوجد ممر لذلك الا الالحان الجميلة. اغدا القاك ليست قصيدة شعرية فحسب ،بل تبدو كانها حبكة سيناريو لفيلم يسجل لحظة انسانية فارقة، تضج بالمشاعر وتقلباتها، ما بين الحزن والفرح ، الياس والامل، الفراق واللقاء والخلود. مع ان قصصا عديدة يتم تداولها لتلك القصيدة الا انها لم تروى على لسان الشاعر. كيف استطاع الهادي آدم ان يجعل احاسيسه تتراقص امامنا ؟! أغدا ألقاك يا خوف فؤادي من غدي. يالشوقى واحتراقي في انتظار الموعد.
آه كم أخشى غدي هذا وارجوه اقترابا.
كنت استدنيه لكن هبته لما أهابا.
واهلت فرحة القرب به حين استجابا. هكذا احتمل العمر نعيما وعذابا.
مهجة حارة وقلبا مسه الشوق فذابا.
أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني.
أنت يا قبلة روحي وانطلاقي وشجوني.
أغدا تشرق أضواؤك في ليل عيوني.
آه من فرحة أحلامي ومن خوف ظنوني.
كم أناديك وفي لحني حنين ودعاء.
يا رجائي أنا كم عذبني طول الرجاء.
أنا لولا أنت لن احفل بمن راح وجاء.
أنا أحيا بغدي الان و أحلام اللقاء.
فأت أو لا تأت أو فافعل بقلبي ما تشاء.
هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفكر.
هذه الدنيا ليالي انت فيه العمر.
هذه الدنيا عيون أنت فيها البصر.
هذه الدنيا سماء انت فيها القمر.
فأرحم القلب الذي يصبو اليك.
فغدا تملكه بين يديك.
وغدا تأتلق الجنة أنهارا وظلا.
وغدا نسهو فلا نعرف للغيب محلا.
وغدا ننسى فلا نأسى على ماض تولى.
وغدا للحاضر الزاهر نحيا ليس الا.
قد يكون الغيب حلوا،
انما الحاضر أحلى.
د. مسلك ميمون

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala ali
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق